تحت شعار "مؤامرة العصر الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان تتحول من هدف الإبادة إلى مفتاح الحل السياسي للقضية الكردية وبوابة السلام في الشرق الأوسط"، نظمت كل من المبادرتين السورية للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان والمحامين السوريين ندوة حوارية في حلب.
وأقيمت الندوة في كافيتريا ليلون الواقعة في حي الأشرفية بحضور أعضاء وعضوات وممثلي وممثلات الأحزاب السياسية والمؤسسات المدنية والحركات والتنظيمات النسوية والمجالس والكومينات وفردين من الطائفة الأرمنية ودكاترة.
وبدأت نشاطات الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، تلته قراءة المحور الأول من قبل المتحدثة باسم المبادرة السورية للدفاع عن القائد عبد الله أوجلان آمنة خضرو.
ريادي الحضارة الإنسانية
حيث أشار المحور إلى غايات المؤامرة ضد القائد عبد الله أوجلان مؤكداً على أنها كانت للقضاء على إرادة الشعوب ومفكريها وقادتها "المؤامرة عميقة ومليئة بالاستفهامات وكان كل شيء معداً ومخططاً له".
كما ركز على فشل المؤامرة "فالدولة التركية بنت نظرياتها اعتماداً على تجاربها السابقة والكثيرة في قمع الثورات والانتفاضات الكردية منذ ٨٠ عاماً، وأنه بمجرد اعتقال قادة الثورات الكردية أو إعدامهم تتمكن من إنهاء تلك الانتفاضات والقضاء على تبعاتها لتكتشف أن اعتقال القائد مختلف هذه المرة، وثورته مستمرة".
وأضاف "رغم أن المؤامرة شكلت أكبر مؤامرة في التاريخ البشري فقد انضمت دول في القارات الأربعة بإدارة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل في السنة الأخيرة من القرن العشرين استطاع القائد عبد الله أوجلان إفشال المؤامرة وإبعاد الشرق الأوسط وشعوبه عن نار حرب شعواء".
وسلّط المحور الضوء على دور فكر القائد "فهو فيلسوف وقائد تاريخي قام بتغييرات مذهلة واستراتيجية وفكرية وسياسية يمكن تفسيرها بأحد المعاني كانتقام من النظام العالمي المهيمن وإرجاع الشرق الأوسط للعب دوره التاريخي في ريادة الحضارة الإنسانية من خلال مرافعاته المعنونة بالأمة الديمقراطية".
الجانب الحقوقي من المؤامرة
كما قرئ المحور الثاني والذي تحدث عن الناحية الحقوقية من المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان من قبل علاء الدين الخالد كالو.
نوه المحور إلى وضع سجن إمرالي "سجن له نظام خاص مخالف لجميع القوانين وأنظمة السجون الدولية والعالمية بشكل عام، ومخالف حتى للقوانين وأنظمة السجون التركية بشكل خاص كونه مبنياً على أساس العزلة المطلقة من أجل إهلاك المحتجزين والمعتقلين نفسياً وجسدياً".
نوه المحور إلى مخالفة المحتل التركي للقوانين والعهود الدولية "تخالف نص المادة الثالثة والخامسة من المبادئ السامية لحقوق الإنسان، تخالف العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية وتخالف العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تخالف القواعد والمعايير الدنيا النموذجية لمعاملة السجناء، تخالف قرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، تخالف القواعد الأوربية لنظام السجون، تخالف قواعد نيسلون مانديلا، حجبت حق الأمل عن القائد عبد الله أوجلان".
ميّزات ثورة القائد
ومن ثم فتح باب النقاش أمام الحاضرين لطرح أفكارهم حول المؤامرة التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان حيث قال حيدر رشيد: "إن ما يميز الثورة التي قام بها القائد عبد الله أوجلان عن باقي الثورات والانتفاضات هو فكره وفلسفته التي تنادي بالديمقراطية لذا حيكت المؤامرة ضده لأن مصالح الدول الرأسمالية معارضة لما طرحه من مشاريع تقع في خدمة الشعوب".
بينما شدد المهندس باسل قس نصر الله على عدم تضخيم حجم المحتل التركي وإيلائه الأهمية في المؤامرة التي حيكت ضد القائد موضحاً بأن من دبّر المؤامرة ونفذها هي أمريكا بينما اقتصر دور تركيا على احتجازه على أرضها".
قضية هوية
وعبّر قس نصر الله عن رأيه فيما يخص مرافعات القائد من خلال متابعته قائلاً: "أظهرت الأنظمة الحاكمة لنا بأن الكرد انفصاليون، لكن من يقرأ كتبه سيلاحظ الفرق وبأنه لا ينادي سوى بالإدارة، وأن القضية الكردية ليست قضية انفصال بل هي قضية هوية وحقوق إنسانية يجب الاعتراف بها".
أما الدكتور كيبور يغيان فقال: "المحتل التركي من خلال احتجازه للقائد عبد الله أوجلان وعزله عن شعبه ومناصري فكره وحرمانه من المتطلبات الحياتية وتطبيقه للعقوبة المشددة، من خلال هذه الممارسات يحاول تشتيت فكره والتأثير عليه جسدياً ونفسياً لكن القائد مستمر في مقاومته والتي يشدد من خلالها على إرساء السلام في الشرق الأوسط".
وتضمنت المداخلات إلقاء أبيات شعرية حول المقاومة التي يبديها القائد عبد الله أوجلان وتضحياته في سبيل القضية الكردية، وسعيه لحل القضايا الشرق أوسطية من قبل الشاعر والكاتب والصحفي في صحيفة سفير اللبنانية محمود مصطفى عبد الرحمن.